Daily report for 10 December 2024
16th Session of the Conference of the Parties to the UNCCD (COP 16)
كان يوم الثلاثاء هو يوم بناء القدرة على الصمود في اجتماع الدورة السادسة عشر لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وخلال هذا اليوم، ركزت الجلسات المختلفة على تعزيز القدرة على الصمود في مواجهة التهديدات المتزايدة بسبب التصحر وتدهور الأراضي والجفاف وندرة المياه والعواصف الرملية والترابية. وفي الوقت نفسه، كان على أعضاء الوفود أنفسهم تعزيز قدرتهم على الصمود لمواكبة ما يقرب من اثنا عشر ساعة من المفاوضات في مختلف فرق الاتصال.
خلال الجلسات الصباحية، عقدت لجنة استعراض تنفيذ الاتفاقية جلسة قصيرة لتناول بنود جدول الأعمال المتعلقة بتأمين استثمارات إضافية والعلاقات مع الآليات المالية، وبرنامج عمل الدورة القادمة للجنة.
اجتمعت فرق الاتصال طيلة اليوم، حيث أجرى أعضاء الوفود مفاوضات دقيقة بالغة الدقة على مشروعات المقررات المتخذة بشأن بنود جدول أعمال لجنة استعراض تنفيذ الاتفاقية، واللجنة الجامعة، ولجنة العلوم والتكنولوجيا. كما اجتمعت فرق الاتصال التابعة للجنة الجامعة المعنية بالميزانية والمجموعة غير الرسمية المعنية بالجفاف. وناقش فريق غير رسمي مشروع مقرر بشأن تحسين إجراءات توصيل المعلومات، فضلاً عن جودة وتنسيق التقارير التي يتعين عرضها على مؤتمر الأطراف.
لجنة استعراض تنفيذ الاتفاقية
تأمين الاستثمارات الإضافية والعلاقات مع الآليات المالية: قدمت لويز بيكر، المديرة الإدارية لآلية اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر العالمية، الوثيقتين (ICCD/CRIC(22)/5) و(ICCD/CRIC(22)/INF.1).
أكد مندوب الاتحاد الأوروبي على الحاجة إلى إشراك الشركاء التقنيين، وتعزيز آليات التتبع، بما في ذلك المؤشرات التي تراعي الفوارق بين الجنسين، وإبراز التدفقات المالية. وطلب معلومات عن كيفية الاستفادة من الموارد، وطلب أيضًا معلومات عن كيفية معالجة الإعانات الضارة وإعادة توجيهها. ودعا الآلية العالمية إلى توفير مصادر ومنهجية التدفقات المحلية وتدفقات القطاع الخاص. وقال إن أي تعزيز للآلية العالمية ينبغي أن يتم بأموال طوعية، وأشار إلى إمكانية تطوير وتوسيع نطاق العمل مع المصارف الإنمائية الدولية والمؤسسات المالية الدولية في مجال استراتيجيات التمويل الوطنية بشأن الأهداف المتعلقة بالأراضي.
أيد مندوب الأرجنتين وضع أهداف لتعبئة الموارد، وناقش حاجة شعوب منطقته إلى تحديد الموارد وتعبئتها. وتحدث عن الدور الذي تلعبه الآلية العالمية في إيجاد الموارد من مختلف الصناديق والمنصات التي تعمل في مجالي البيئة والزراعة وكذلك في مختلف المجالات محددة الموضوع.
وأشار مندوب الإكوادور إلى التقدم المحرز في تحديد أهداف تحييد أثر تدهور الأراضي وتحسين أنظمة الرصد والإبلاغ. وحث على توفير موارد مالية إضافية لتعزيز الابتكار وتقوية القدرات الوطنية.
سلط مندوب منظمات المجتمع المدني الضوء على أهمية المنح الصغيرة، والحاجة إلى التعاون مع الحكومات والوكالات متعددة الأطراف وأصحاب المصلحة المعنيين لتوفير التمويل المختلط. واقترح دمج تعبئة الموارد في المقصد الثالث من الهدف الخامس عشر من أهداف التنمية المستدامة، وضمان الموارد الكافية للمبادرات التي تنفذها الآلية العالمية حاليًا بشأن المساواة بين الجنسين وحيازة الأراضي فيما يتعلق بتحييد أثر تدهور الأراضي ومواجهة العواصف الترابية والرملية والمراعي. ولفت إلى عددٍ من الأولويات، من بينها: الزراعة المستدامة، والمياه، واستعادة الأراضي والنظم الإيكولوجية، ومؤشرات تحييد أثر تدهور الأراضي، والقدرة على التكيف مع المناخ، والوظائف الخضراء، والمبادرات الاقتصادية المستدامة مثل الزراعة الحراجية، والسياحة البيئية، وحماية المدافعين عن الأراضي والمنصات الرقمية.
برنامج عمل الدورة الثالثة والعشرين للجنة استعراض تنفيذ الاتفاقية: حث رئيس لجنة استعراض تنفيذ الاتفاقية على اختتام أعمالها حتى يتسنى لها النظر في برنامج عمل دورتها الثالثة والعشرين.
فرق الاتصال
اللجنة الجامعة: اجتمع فريق الاتصال التابع للجنة الجامعة طوال اليوم، وبدأ الاجتماع بعرض آخر المستجدات من قبل ميسر الفريق غير الرسمي المعني بالجفاف. وأبلغ عن إحراز تقدم في التوصل إلى تقارب في الآراء بشأن إنشاء فريق عامل حكومي دولي مخصص، ولفت إلى إضافة أربعة عناصر في المرفق: الأهداف، والعملية، والاعتبارات الشاملة، والولاية. وكانت المسألة الرئيسية المعلقة ما إذا كانت الأطراف ستتفاوض بشأن إطار عمل أم بروتوكول.
استأنف أعضاء الوفود بعد ذلك المناقشات حول حيازة الأراضي، حيث نظروا باهتمام في عدة فقرات، محاولين إيجاد أرضية مشتركة والتوصل إلى حلول وسط.
بخصوص الفقرة المتعلقة بأوجه التآزر بين اتفاقيات ريو، ركزت المناقشات المطولة على ما يلي: المصطلحات، بما في ذلك ما إذا كان ينبغي الإشارة إلى "أمن" أم "مشكلات" حيازة الأراضي؛ والإشارة إلى التنفيذ؛ وما إذا كان ينبغي للأطراف أن تنفذ إجراءات "لتعجيل" أو "بقصد التعجيل" بإحراز تقدم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأبدت بعض الأطراف تحفظات حول فقرة مقترحة تدعو الأطراف إلى النظر في تسمية جهات تنسيق وطنية لحيازة الأراضي وتقديم الدعم لها.
تبع ذلك مناقشة مطولة حول خيارات متعددة لفقرة حول تقديم الدعم المالي والدعم الفني لتصميم وتنفيذ نظم إدارة الأراضي من أجل تحسين الحوكمة المسؤولة للحيازة وفقًا للخطوط التوجيهية الطوعية بشأن الحوكمة المسؤولة لحيازة الأراضي ومصايد الأسماك والغابات في سياق الأمن الغذائي الوطني، ودعم تقديم المشاورات الوطنية المطلوبة لدمج حيازة الأراضي في مؤشرات تحييد أثر تدهور الأراضي. وفي نهاية المطاف، قررت الأطراف إنشاء فريق صغير للنظر في هذه الفقرة، وكذا الفقرات المتعلقة بنقاط الاتصال الخاصة بحيازة الأراضي.
تناول فريق الاتصال فيما بعد مشروع مقرر بشأن الهجرة. وبعد حسم الأمور المتعلقة بمصطلحات "الهجرة القسرية والنزوح"، قام الحضور بتنقيح فقرات الديباجة الخاصة "بالنظم الإيكولوجية الأرضية" التي يرتبط تدهورها بالأمن الغذائي ومدى توافر المياه، وفقرة بشأن الفئات الضعيفة.
ثم انتقلوا بعد ذلك إلى نص منطوق المقرر، واتفقوا على فقرة بشأن التنمية الإقليمية. وبشأن تنفيذ الإدارة المستدامة للأراضي والنظم الإيكولوجية، ناقشت الأطراف باستفاضة عدة أمور من بينها: الإشارة إلى دعم التمويل الدولي؛ والإشارة المناسبة إلى تخطيط استخدام الأراضي؛ وما إذا كان ينبغي الإشارة إلى حفظ الأراضي والحفاظ عليها.
بخصوص الفقرة المتعلقة بدعم تنفيذ المبادرات، ناقشت الأطراف كيفية الإشارة بشكل مناسب إلى الصلة بين أمن حيازة الأراضي والتصحر وتدهور الأراضي والجفاف والهجرة، وأعرب البعض عن رغبته أيضًا في الإشارة إلى "حيازة الأراضي" فقط. كما ناقشت الأطراف أيضًا ما إذا كان ينبغي إدراج شروط تتعلق بتوافر الموارد.
لجنة العلم والتكنولوجيا: اجتمع فريق الاتصال التابع للجنة العلم والتكنولوجيا على مدار اليوم. وفي مداولات حول النصوص المتعلقة باتجاهات الجفاف، سار التقدم في البداية بوتيرة سريعة، لكن الفقرة المتعلقة بالتعاون مع الهيئات الأخرى كانت مثيرة للجدل، وفضّلت بعض الأطراف إدراج إشارة محددة إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاق باريس، بينما فضلت أطراف أخرى ألا تُسمي الصياغة أي هيئة بعينها. واقترح أحد الأطراف أن يجتمع فريق صغير للنظر في المقترحات الثلاثة المختلفة لإيجاد حل وسط.
استمرت المداولات حول ما تبقى من المقرر المتعلق باتجاهات الجفاف وآثاره على مدار اليوم، وعرض أحد الأطراف تيسير المفاوضات. أحرزت المداولات تقدمًا جيدًا بعد سلسلة من المناقشات الثنائية، واتفق فريق الاتصال على المقرر بأكمله بحلول منتصف بعد الظهر. واتفق الفريق على نقل الفقرة المتعلقة بنقل التكنولوجيا إلى مشروع مقرر لجنة العلم والتكنولوجيا بشأن تبادل المعارف ونقل التكنولوجيا والابتكار.
بشأن مشروع المقرر التالي الذي يتناول التوصيات المنبثقة عن التحليل الذي أجرته لجنة التفاعل بين العلوم والسياسات للتقرير التقييمي السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، ناقش أعضاء الوفود ما إذا كان ينبغي تشجيع الأطراف على زيادة الجهود الرامية إلى تعزيز الإدارة المستدامة للأراضي، ولا سيما في الأراضي الزراعية. وبعد الكثير من المناقشات، اتفقت الأطراف على حذف الفقرة المعنية.
ناقشت الأطراف أيضًا مسألة تقليل المفاضلة بين مختلف خدمات النظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي وبين الأهداف الاجتماعية والاقتصادية، والتي تشمل على سبيل المثال لا الحصر التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه. وفي هذا السياق، ناقشت الأطراف كيفية مواءمة الفقرات مع التعاريف التي وضعتها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ والمنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات المعني بالتنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية. ولم تحرز المشاورات غير الرسمية الأخرى تقدمًا ملحوظًا.
وبعد وضع فقرة تتضمن إشارة إلى الإعانات وآليات التمويل بين قوسين معقوفين ريثما يتم البت في فقرة الديباجة المتعلقة بهذا الموضوع، انتقل أعضاء الوفود بسرعة إلى النظر في بقية نص المقرر. وقرر فريق الاتصال الانتقال إلى مشروع المقرر التالي، وشجع الميسر الأطراف على مواصلة المشاورات غير الرسمية بعيدًا عن فريق الاتصال.
بدأ الفريق المناقشات حول مشروع المقرر المتعلق بتبادل المعرفة ونقل التكنولوجيا والابتكار، واستمرت المداولات حتى جلسات الفترة المسائية.
فرق الاتصال الأخرى والفرق غير الرسمية: تناول فريق الاتصال التابع للجنة استعراض تنفيذ الاتفاقية مشروع المقرر المتعلق بالتعاون مع مرفق البيئة العالمية خلال فترة ما بعد الظهيرة. وواصل فريق الاتصال المعني بالميزانية التابع للجنة إحراز تقدم، كما أحرز الفريق غير الرسمي المعني بالجفاف تقدمًا أيضًا فيما يخصه. وأحرز فريق غير رسمي آخر منبثق من فريق الاتصال المشترك بين لجنة استعراض تنفيذ الاتفاقية ولجنة العلم والتكنولوجيا تقدمًا في نظر مشروع المقرر المتعلق بتحسين إجراءات تبليغ المعلومات ونوعية وشكل التقارير المزمع عرضها على مؤتمر الأطراف.
ف الأروقة
شَهِد مؤتمر الأطراف السادس عشر تفاوض الأطراف على ما لا يقل عن 26 مقررُا. وقد دفع هذا العدد من المقررات وكذلك السرعة التي تناقش بها الأطراف هذه المقررات أحد المشاركين إلى وصف جبل المقررات التي يحتاج المفاوضون إلى التوصل إلى اتفاق بشأنها قائلًا: "إنه مثل السراب في الصحراء".
وكانت اجتماعات فرق الاتصال منعقدة على مدار اليوم في جلسات أطول وأكثر كثافة، مما جعل أعضاء الوفود يطلبون الاجتماعات والاستراحات اللازمة والوجبات الخفيفة من الأمانة العامة. وكانت وتيرة الاجتماعات تعني أن بعض فرق الاتصال تجاوزت الوقت المحدد لها، واستغرقت وقتاً أطول من الوقت المخصص لمجموعات أخرى. وكانت بعض الوفود تتنقل بين فرق الاتصال والاجتماعات غير الرسمية، وتواجه تحديات في محاولتها لتقسيم وقتها. ومع ذلك، استمرت المحادثات حتى وقت متأخر من ليلة الثلاثاء، على الرغم من مناشدات بعض أعضاء الوفود بإنهائها في وقت أبكر. وبدأ فريق الاتصال التابع للجنة الجامعة بشأن مسائل أخرى المفاوضات في الساعة 10:00 صباحاً وكان من المقرر أن يستمر مع بضع فترات راحة قصيرة لمدة 12 ساعة.
ليس الجميع متشائمون. قال أحد أعضاء الوفود: "هذه العملية بطيئة، لكنها ليست أبطأ من مفاوضات تغير المناخ". ويرى آخرون أن الجدول الزمني حتمي وواعد. وأشار أحدهم إلى أهمية اتخاذ القرارات ذات المغزى والفعالية، قائلاً: "إن أعضاء الوفود يأخذون وقتهم لضمان اتخاذ قرارات جيدة وشاملة بشأن قضايا بالغة الأهمية حقًا". وتابع: "سيكون الأمر يستحق كل هذا العناء إذا تم تحقيق تقدم سليم في إدارة الأراضي المستدامة في مؤتمر الأطراف السادس عشر".
وفي النهاية، تدفقت مشاعر متناقضة من الأمل والقلق عبر الأروقة. وعندما سُئل أحد أعضاء الوفود عن المرحلة الحالية من المحادثات، قال وهو يركض بين فرق الاتصال: "أحقًا لا، لقد حان يوم الثلاثاء بالفعل!" بينما صاح آخر: "لا تقلق، إنه يوم الثلاثاء فقط!"